أكتشف بنفسك : الصفحة الرئيسية > تبادُل > علم البيئة > سؤال/ جواب
النشاطات العلمية المتعلقة بمجال الأرصاد الجوية في المرحلة الثانية
٠٨/٠١/١٩٩٩
تاريخ
 
سؤال من
 

أحاول مع فصلي (بصعوبة أحياناً) الوصول إلى موقف علمي تجاه الأرصاد الجوية: تسجيل يومي لدرجات الحرارة، تسجيل قطرات الماء المتساقطة، ملاحظة حالة الجو. فإن كانت هذه النشاطات قادرة على تنمية قدر معين من المهارات في العديد من المجالات (القياس، قراءة التدريجات، إعداد وقراءة جداول فردية وجماعية، تعريف وتطبيق الرموز الشكلية التي تشير إلى حالة الجو، مقارنة حالة الجو لدينا ولدى مراسلينا وهكذا، التعرف على مختلف الأوساط والبيئات الجغرافية واللغوية، الخ في البلد. ولكنني من ناحية أخرى أواجه بعض المشاكل حيث أن هذه النشاطات تعطي قدرا ضئيلا جداً من الخطوات العلمية المنهجية التي تتعدى مرحلة الملاحظة. فالمهمة تؤدى دون طرح الكثير من التساؤلات، ويعد من الصعب اكتشاف الوثائق التي تم جمعها، هذا علاوة على البحث عن عدد الأيام الممطرة والمشمسة وأيام الرياح، الخ... خلال الشهر، وكذلك مجموع نسب الماء المتساقطة طوال الشهر، ودرجات الحرارة العظمى والصغرى. وإنني لست على يقين من أن قراءة كتب الأرصاد الجوية تتمشى مع مثل هذا المستوى ومثل هذا النوع من الأبحاث. لقد أثرنا موضوعا للبحث للعديد من المراسلين، نص هذا الموضوع مرفق بهذا المستند، يهدف إلى محاولة فهم وتبين إن كانت الأرصاد الجوية هي واحدة في جميع أنحاء البلد، وفي العالم بأسره، وكيفية حدوث ذلك. فهل من الممكن الانطلاق إلى حدود أبعد في الخطوات العلمية المنهجية مع تلاميذ الصف الأول و الثانى و الثالث الإبتدائى وذلك بالاستعانة بملاحظة الأرصاد؟ إن كان لدى أي من الأعضاء الوارد أسماؤهم بالقائمة أو لدى أحد المستشارين أية إيضاحات حول هذا الموضوع، فإنني سوف أكون شاكرة إن تمكنوا من توضيحها لي. موضوع البحث: نقوم بالبحث حول موضوع الأرصاد الجوية. ونود أن نعرف معدل درجة الحرارة لديكم. كم درجة؟ ما مقدار الماء المتساقط لديكم؟ ما الذي تقومون به لرصد الأحوال الجوية لديكم؟ لقياس نسبة الماء مثلاُ، لدينا جهاز قياس المطر، وبالنسبة لدرجات الحرارة، لدينا الترمومتر. من الذي يلاحظ الترمومتر عندكم؟ هل تسقط لديكم أمطار وثلج وجليد، وهل تشرق الشمس، وهل يوجد بَرَد وضباب وعواصف وتجمد؟ هل تتابعون الأرصاد أم حالة الجو؟ نود معرفة بيانات مدرستكم في الصباح ما بين الساعة ٨ أو ٩ حتى نهاية شهر يناير.

 

 
 
١٠/٠١/١٩٩٩
تاريخ
 
إجابة من
 

في الواقع، يعد من الصعب تناول موضوع الأرصاد الجوية بأسلوب علمي في المرحلة الثانية. غير أنني أرى أنه من الممكن العمل على ثلاثة محاور:

  1.  القياس الفيزيائي: - من الممكن تخيل العديد من التجارب البسيطة المخصصة لتوضح طريقة عمل أدوات القياس (لاسيما الترمومتر) ودقتها. – قد توضع أدوات القياس الخاصة بكم في ظروف خاصة، وفقاً لبعض توصيات "المتخصصين". وفي هذه الحالة، من الممكن إعداد بعض التجارب للتحقق من مدى صحة هذه التوصيات. فعلى سبيل المثال من المفيد جداً مقارنة قياس درجات الحرارة التي تم رفعها من أماكن محمية من الشمس وأخرى غير محمية في نفس المنطقة. – وانطلاقاً من هذه التجارب، قد تصلون إلى مستوى إدراك ضرورة وجود نوع آخر من أدوات القياس والاستعانة بها (ترمومتر، أنيمومتر، بارومتر، بيرومتر) والتي يمكن معايرتها مع أدوات الأرصاد الجوية التجارية الأخرى أو مع بعض الأدوات التي نعيركم إياها.
  2.  ملاحظة الأرصاد الجوية الدقيقة: إذا كان لديكم العديد من أدوات القياس، يمكنكم إذاً تناول موضوع التغيرات الفضائية للعوامل المناخية/ فعلى سبيل المثال يمكنكم إثبات وجود علاقة بين أشعة الشمس ودرجة حرارة سطح ما (الأمر الذي يمكن تنفيذه داخل الفصل عن طريق "استبدال" المصباح بالشمس)، أو الآثار المناخية الطفيفة الناتجة عن السياج النباتي أو النسمات الهوائية. كما يمكنكم تناول موضوع التغيرات الجوية للعوامل المناخية: لماذا نصل بصفة عامة إلى درجات الحرارة العظمى وسط اليوم؟ ودرجات الحرارة الصغيرة عند شروق الشمس؟ ما هي الافتراضات حول ذلك؟ ما هي التجارب التي يمكن تخيلها لإثبات هذه الافتراضات؟ وهذا الأمر يتطلب في النهاية الاعتماد على تناول هذه الظواهر الأساسية. ٣. الظواهر التابعة: يعد العمل في مجال الأرصاد الجوية أسلوباً رائعاً للتطرق إلى مفهوم الطاقة. كما يمكن تناول موضوع تغير حالات المادة (بالنسبة للماء، يكون الأمر غاية في السهولة)، فعلى سبيل المثال يمكن إعداد دورة مصغرة للماء داخل أحد الأوعية المغلقة (مثل الحوض) وإحداث التبخير بواسطة مصباح متوهج ثم التكثيف على الأسطح الباردة. في الحقيقة يعد من الصعب الانطلاق إلى ما هو أبعد من ذلك مع تلاميذ المرحلة الثانية، ولكنني أعتقد أنه يمكن للتلاميذ اكتساب بعض المفاهيم مما تم تناوله. وإنني يحالفني الحظ بوجود بعض التلاميذ الفضوليين معي، شديدي الميل للأعمال اليدوية وإجراء التجارب. وأتذكر أننا قمنا ببعض التجارب داخل المطبخ الخاص بي بصحية اثنين من بين هؤلاء التلاميذ (كانت تتراوح أعمارهم حينئذ بين ٥ و ٦ سنوات) حول تغير حالة الماء. وتمثلت نقطة البداية في طرح تساؤل: لماذا يجب إضافة الماء من وقت لآخر داخل حوض السمك؟ وبعد محاولة تصور والتحقق من بعض الافتراضات (أولها حتماً تمثل في أن السمك قد شرب هذا الماء)، تناولنا موضوع تغير حالة الماء بصورة شيقة ولاسيما بملاحظة أنه كلما تم تسخين الماء داخل الإناء، كلما زاد تبخر هذا الماء بسرعة ثم حاولنا "استرجاع" الهواء المحمل ببخار الماء داخل كيس بلاستيك يوضع أعلى الإناء ثم نضعه داخل الفريزر للتأكد من أنه كان يحتوي فعلاً على الماء. ومن ناحية أخرى، استغرقت مزيد من الوقت و"العمل" ليتوصل التلاميذ إلى فكرة أن هذه الظواهر هي ذاتها التي تحدث في الغلاف الجوي.
 
 
أدوات
© اكتشف بنفسك ٢٠٢٤